فيضان النيل الأزرق: خطر يهدد السودان بسبب سد النهضة وموقف مصر من الأزمة

فيضان النيل الأزرق: خطر يهدد السودان بسبب سد النهضة وموقف مصر من الأزمة
فيضان النيل الأزرق: خطر يهدد السودان بسبب سد النهضة وموقف مصر من الأزمة

 

فيضان النيل الأزرق وارتباطه بسد النهضة

السلام عليكم وأهلًا بكم. يوم 24 سبتمبر الجاري، وصل منسوب النيل الأزرق في الخرطوم إلى 16 متر و64 سم.
هذا الرقم أعلى من منسوب الفيضان المتعارف عليه (16 متر و50 سم)، مما يمثل إنذارًا خطيرًا يهدد بيوت وأراضي آلاف السودانيين.

وزارة الري السودانية أصدرت تحذيرات عاجلة للسكان من منطقة الروصيرص حتى الخرطوم، ومن الخرطوم حتى مروي، وطالبتهم بالحذر الشديد نتيجة الزيادة غير الطبيعية في مستويات المياه.


تشخيص الخبير المصري عباس شراقي

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، قدّم تشخيصًا صادمًا للموقف.
قال إن ما يحدث ليس مجرد فيضان طبيعي بسبب زيادة الأمطار، بل نتيجة تخبط في إدارة سد النهضة.

هذا يفتح الباب لأسئلة مهمة:

  • كيف لسد أن يكون سببًا في فيضان بدلًا من منعه؟

  • ولماذا حدث ذلك بعد أسابيع قليلة فقط من احتفال إثيوبيا بافتتاحه رسميًا؟

  • والأهم: هل مصر والسد العالي مستعدان لمواجهة هذه الكميات من المياه؟


مقارنة بسيطة: السد مثل "البانيو"

تخيل أن لديك بانيو مليء حتى آخره.
في العادة هناك فتحة لتصريف المياه عند ارتفاع معين لتجنب الفيضان.
لكن:

  • إذا دخل الماء بسرعة أكبر من قدرة التصريف → سيغرق الحمام.

  • هذا بالضبط ما حدث مع سد النهضة.

إثيوبيا استقبلت موسم أمطار 2025 بينما بحيرة السد ممتلئة من التخزين الخامس (2024) بحجم 64 مليار متر مكعب.
وكان يجب عليهم تصريف جزء من المخزون قبل الفيضان، لكنهم لم يفعلوا.


مشاكل تشغيل التوربينات

الطريقة الطبيعية لأي سد كهرومائي لتصريف المياه:

  • تشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء.

  • تصريف المياه عبر مجرى النهر.

لكن الأقمار الصناعية (مثل Sentinel) أظهرت أن التوربينات في سد النهضة لا تعمل بكفاءة، أو معظمها متوقف تمامًا.
حتى في حفل الافتتاح 9 سبتمبر 2025 ظهرت المياه تتدفق من الممر الأوسط بدلًا من التوربينات.

هذا جعل إثيوبيا تحتفظ بالمياه على أمل إصلاح الأعطال، لكن مع فشل ذلك، اضطرت إلى استخدام بوابات الطوارئ.


فتح بوابات الطوارئ والمفيضات

في حالة امتلاء السد:

  • يتم تصريف المياه عبر المفيض الأوسط أو المفيض العلوي.

  • إثيوبيا فتحت 4 بوابات من المفيض العلوي إضافة للمفيض الأوسط.

النتيجة:

  • تصريف إجباري ومفاجئ لكميات ضخمة.

  • بحسب د. عباس شراقي:

    • التصريف وصل إلى 635 مليون متر مكعب يوميًا.

    • هذا أعلى من معدل الأمطار بأكثر من 200 مليون متر مكعب.

وبالتالي، السودان استقبل موجة فيضان عالية جدًا.



الآثار المباشرة على السودان

  • فيضان مفاجئ اجتاح الأراضي.

  • السدود السودانية مثل الروصيرص ومروي لم تكن مستعدة.

  • المناطق الزراعية والسكنية على ضفاف النيل تضررت.

  • غياب التنسيق مع إثيوبيا جعل الموقف أسوأ، حيث لم يعرف السودان حجم المياه أو توقيت تدفقها.


هل مصر في أمان من هذا الفيضان؟

السؤال الطبيعي: هل السد العالي قادر على مواجهة هذه الموجة؟

  • الجواب المباشر: نعم، مصر في أمان.

  • التفاصيل:

    • السد العالي في أسوان بُني ليكون حصن مصر المائي.

    • بحيرة ناصر صُممت لاستيعاب كل السيناريوهات المتطرفة.

    • المنظومة قادرة على استقبال أي كميات إضافية وتخزينها.

الدكتور عباس شراقي أكد أن:

  • منسوب بحيرة ناصر يرتفع تدريجيًا.

  • أي مياه إضافية من السودان ستزيد المخزون الاستراتيجي لمصر.


الخلاصة

  • السودان يواجه الآن خطرًا حقيقيًا بسبب إدارة غير فعّالة لسد النهضة.

  • مصر آمنة بفضل السد العالي ومنظومته التخزينية.

  • لكن الموقف يكشف عن خطورة غياب التنسيق والشفافية بين دول حوض النيل.

مربع كلمات مفتاحية

تعليقات

اعلان