هل يمكن "ضغطة زر" من الخارج أن توقف الجيش المصري؟ الحقيقة وراء إشاعة تعطيل الجيوش عن بُعد

هل يمكن "ضغطة زر" من الخارج أن توقف الجيش المصري؟ الحقيقة وراء إشاعة تعطيل الجيوش عن بُعد
مقدمة مختصرة
الناس سمعت كثيرًا أن أمريكا —أو قوى أخرى— قادرة على "ضغط زر" وإيقاف أي سلاح أو حتى أي جيش كامل. هذه الفكرة انتشرت إعلاميًا وأصبحت جزءًا من الحرب النفسية. في هذا المقال نشرح الواقع التقني والعملي، ونوضّح لماذا الجيش المصري مستقل وسيطرته على معداته فعلية وليست خاضعة لزر خارجي.
يمكنت الاستماع للفديو من هنا
1. أصل الشائعة: لماذا تتكاثر فكرة "ضغطة الزر"؟
الإعلام والحرب النفسية استغلا نقطة مهمة:
-
انتشار أنظمة تحكم إلكترونية وأقمار صناعية مرتبطة ببعض الأسلحة.
-
وجود شرائح إلكترونية قادرة على إرسال بيانات تشغيل فوري.
بسبب ذلك ظهر تصور أن كل سلاح يمكن مراقبته والتحكم فيه عن بُعد، فانتشرت الفكرة بسهولة وسط الجمهور.
2. الأساس النظري — متى يصبح التحكم عن بُعد ممكنًا؟
نظريًا بعض المنظومات الحديثة ترسل معلومات فورية عن حالة الجهاز:
-
متى بدأ التشغيل؟
-
هل الجهاز يتحرك أم لا؟
هذه البيانات تساعد التحليل الإلكتروني، لكن وجود تبادل بيانات لا يعني إمكانية تعطيل كامل ومباشر لكل نسخة من السلاح.
3. الواقع العملي: لماذا تختلف الجيوش الكبيرة عن الفكرة المثالية؟
الجيوش الوطنية الكبرى لا تعمل بالإصدار التجاري نفسه الذي تروّج له الشائعات:
-
الدول تشتري نسخًا مُعدّلة أو "آمنة" من الأسلحة.
-
هناك قواعد صارمة قبل إدخال أي سلاح للخدمة: إزالة أو تعطيل شرائح التحكم الحساسة أحيانًا.
بذلك تقل مخاطر أي تحكم خارجي أو زر مفاجئ.
4. سياسة مصر في استلام الأسلحة: أولوية الاستقلالية
من النقاط الأساسية التي تضمنها الجيش المصري:
-
اختيار النسخ المُأمّنة: تفضيل نسخ أقل اعتمادًا على اتصالات خارجية لكنها مضمونة في الأداء.
-
شروط النقل والتصنيع المحلي: كل صفقة يجب أن تُرافقها نقل تكنولوجيا أو توافر قطع غيار محليًا.
النتيجة: قدرات صيانة وتشغيل مستقلة لا تعتمد على مزود أجنبي في أوقات الأزمات.
5. تنويع المصادر بعد 2014: طريق الأمن الصناعي
منذ 2014 توسعت مصر في تنوع مصادر السلاح (روسيا، الصين، دول أوروبية). هذا التنويع يخدم هدفين:
-
تقليل الاعتماد على مورد واحد،
-
الحصول على تقنيات مختلفة وقابلة للتعديل محليًا.
6. الحرب الإلكترونية — الدرع والقدرة الهجومية
الجيش المصري يمتلك وحدات متطوّرة للحرب الإلكترونية قادرة على:
-
التشويش واختراق الترددات المعادية،
-
حماية شبكات القيادة والسيطرة المحلية،
-
التعامل مع محاولات الاختراق الخارجية وإحباطها.
هذا يجعل فكرة "التحكم عن بُعد" أقل واقعية عمليًا.
7. أمثلة على الاعتماد المحلي والتطوير الذاتي
التحرّك المحلي شمل تطوير وتصنيع أو تخصيص نسخ من:
-
الطائرات المسيرة،
-
الصواريخ الموجهة،
-
راجمات الصواريخ،
-
الزوارق والقطع البحرية ذات طابع خاص.
كل منتج مُعدّ بما يضمن استقلالية التشغيل والصيانة.
8. الفرق بين الميليشيات والجيوش النظامية
الميليشيات الصغيرة قد تكون أكثر عرضة لهجمات إلكترونية أو للسيطرة على نظم بسيطة.
أما الدول الكبرى: فاختبارات الاعتمادية، الخبرة العملية، ومراكز الحرب الإلكترونية تجعل السيطرة الخارجية على منظوماتها أمراً صعبًا للغاية.
9. الخلاصة — لماذا "ضغطة زر" مجرد حرب نفسية؟
-
الفكرة جذابة إعلاميًا وتعمل كهوك لإثارة الخوف.
-
الواقع العملي يعتمdد على إجراءات أمان، نسخ مُعدلة، وتنويع مصادر السلاح.
-
الجيش المصري امتلك سيادة تشغيلية على معداته، وقدرات صيانة محلية، ووحدة حرب إلكترونية قوية.
إذن أي كلام عن ضغطة زر توقف الجيش مجرد خيال يُستخدم في الحملات الإعلامية.
10. ماذا يجب أن يعرف الجمهور؟
-
القوة ليست فقط في الصواريخ والطائرات، بل في السيطرة، التخطيط، والجاهزية.
-
السيادة العسكرية تعني القدرة على التشغيل المستقل، الصيانة المحلية، والحماية الإلكترونية.
-
الاطمئنان الحقيقي ينبني على معلومات صحيحة وليس على إشاعات مثيرة.
انا سمعت الحلقه جميله
ردحذف