الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان: تحولات استراتيجية ونووية تهز الشرق الأوسط

الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان: تحولات استراتيجية ونووية تهز الشرق الأوسط
الاتفاقية الدفاعية بين السعودية وباكستان: تحولات استراتيجية ونووية تهز الشرق الأوسط

 


مقدمة المقالة 

في أخبار طالعة من المواقع الاستخباراتية، ظهرت تسريبات مثيرة تخص الصفقة السعودية مع باكستان واتفاقية الدفاع الاستراتيجي التي تم توقيعها بين البلدين. هذه الأخبار لم تكن عابرة، بل تضمنت تفاصيل خطيرة كشفتها مواقع مثل تاكتيكال ريبورت، بالإضافة إلى تحليلات معمقة نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، ما يضع المنطقة أمام تحولات كبرى قد تمتد إلى المجال النووي.

موقع تاكتيكال ريبورت يكشف الكواليس

الموقع الاستخباراتي تاكتيكال ريبورت انفرد بتقرير أكد أنه عرف الحوار الذي دار بين ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف يوم 15 سبتمبر، في جلسة مغلقة بعيدًا عن الإعلام.
شهباز شريف طالب بأن تكون الاتفاقية الدفاعية ضمن إطار أوسع يشمل دول مجلس التعاون الخليجي، لكن ولي العهد السعودي رفض ذلك وأصر على أن تبقى الاتفاقية ثنائية بين السعودية وباكستان.

أبعاد الاتفاقية على مستوى الخليج والشرق الأوسط

رفض السعودية لمقترح باكستان لا يعني أن بقية دول مجلس التعاون الخليجي لن تتأثر، إذ من المنطقي أن توقيع الرياض لهذه الاتفاقية يجعل بقية دول المجلس في قلب المشهد.
هذا التعاون يدفع باكستان أكثر نحو الارتباط بالشرق الأوسط، ويفتح الباب أمام تحالفات تشمل الصين، بما يجعل بكين لاعبًا داعمًا لهذا التوجه.

حسابات واشنطن وحساسية الموقف

بحسب التسريبات، شدد ولي العهد السعودي على ضرورة ألا تستفز الاتفاقية واشنطن. ورغم أن الأمريكيين أُبلغوا رسميًا بعد توقيع الاتفاقية، فإن المخابرات الأمريكية كانت على علم مسبق بها.
واشنطن ترى أن الاتفاقية ليست في صالحها، خصوصًا في ظل مقالات سايمون هندرسون بمعهد واشنطن، الذي كشف أن الاتفاقية تمثل تحولًا نوويًا سعوديًا قد يغير موازين القوى في المنطقة.

البعد النووي والقدرات الصاروخية السعودية

هندرسون ربط الاتفاقية بمحاولات سعودية سابقة لامتلاك قدرات نووية منذ زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لباكستان عام 1979، ولقائه بعبد القادر خان، أبو القنبلة النووية الباكستانية.
كما أشار إلى أن السعودية تمتلك بالفعل مواقع صاروخية مثل وادي الدوادمي ووادي النبهانية، حيث يتم إنتاج صواريخ صينية قادرة على حمل رؤوس نووية، ما يزيد من خطورة أي تعاون نووي محتمل مع باكستان.

المواقف من إيران وإسرائيل

الاتفاقية تضمنت نقاشات حول إيران، حيث يرى باكستانيون أنها لاعب مهم في مواجهة "البلطجة الإسرائيلية"، بينما أكد ولي العهد السعودي أن المواجهة مع إسرائيل يجب أن تكون عبر الضغط السياسي على واشنطن، لا عبر التصعيد العسكري المباشر.

صفقات التسليح وضغوط اللوبيات

من أخطر ما كشفه تاكتيكال ريبورت، أن الاختبار الحقيقي للاتفاقية سيظهر في ملف الطائرات المسيرة MQ-9 Reaper.
وزيرا الدفاع والخارجية الأمريكيان عارضا الصفقة خوفًا من زيادة القدرات السعودية، بينما يدفع لوبي شركات السلاح (لوكهيد مارتن، بوينج، رايثيون) نحو تمريرها لأسباب اقتصادية، في حين يعارض اللوبي الصهيوني بقوة أي صفقات متطورة مع دول الخليج.

تداعيات إقليمية ودولية

  • الاتفاقية السعودية الباكستانية قد تمهد لإنهاء التطبيع السعودي الإسرائيلي.

  • باكستان ستكون المستفيد الأكبر، خصوصًا بعد ضربة الدوحة التي دفعت العرب للبحث عن بدائل استراتيجية.

  • تركيا ومصر أيضًا على خط التنسيق العسكري مع السعودية وباكستان، ما يشير إلى تحالفات إقليمية جديدة.

  • ترامب، المعروف بتركيزه على الصفقات، قد يسمح بتمرير اتفاقيات السلاح مع السعودية دون خسارة الدعم لإسرائيل.

خاتمة

ما يجري اليوم بين السعودية وباكستان ليس مجرد اتفاقية دفاعية عابرة، بل تحالف استراتيجي قد يقود المملكة إلى امتلاك قدرات نووية، ويغير موازين القوى في الشرق الأوسط. هذه التحركات السرية تكشف أن الرياض بدأت مرحلة جديدة من الاستقلالية الاستراتيجية، قد تضعها في مواجهة مباشرة مع خصومها، وتعيد رسم خريطة التحالفات الإقليمية والدولية.

تعليقات