تفعيل الدفاع الخليجي المشترك.. قمة الدوحة الطارئة بين التضامن والواقع

 تفعيل الدفاع الخليجي المشترك.. قمة الدوحة الطارئة بين التضامن والواقع
تفعيل الدفاع الخليجي المشترك.. قمة الدوحة الطارئة بين التضامن والواقع

 

 تفعيل الدفاع الخليجي المشترك.. قمة الدوحة الطارئة بين التضامن والواقع

قمة الدوحة الطارئة، تفعيل الدفاع الخليجي المشترك، مجلس التعاون الخليجي، اتفاقية الدفاع المشترك، الموقف القطري، الدور المصري في القمة.


1- اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك

  • في 21 ديسمبر عام 2000، اجتمعت دول مجلس التعاون الخليجي في البحرين لتوقيع اتفاقية تاريخية عُرفت باسم اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك.

  • هذه الاتفاقية نصت بوضوح على أن أي اعتداء يقع على أي دولة خليجية يُعتبر اعتداءً على جميع الدول الأعضاء.

  • الهدف منها لم يكن فقط الردع العسكري، بل أيضًا تعزيز التعاون الأمني والسياسي بين دول الخليج، وضمان وجود مظلة جماعية للحماية.

  • الاتفاقية جاءت في سياق التحديات الأمنية المتزايدة بالمنطقة، واعتُبرت وقتها خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة دفاعية موحدة.

2- المعضلة القطرية: بين الحماية الأمريكية والعرض المصري

  1. قطر وجدت نفسها أمام خيارين استراتيجيين بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير:

    • الأول: الاعتماد على الحماية الأمريكية التي تراها الدوحة الضامن الأقوى لأمنها.

    • الثاني: قبول العرض المصري الذي قدّمه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأمين الأراضي القطرية والدفاع عنها عسكريًا.

  2. ورغم انعقاد القمة في الدوحة، إلا أن القرار القطري كان محسومًا مسبقًا، إذ اختارت الدوحة الاستمرار في تحالفها الوثيق مع واشنطن، وهو ما جعل القمة تبدو وكأنها مجرد استعراض سياسي أكثر من كونها أداة فعلية لاتخاذ قرارات مصيرية.

3- القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة

  • انعقدت القمة تحت عنوان "التضامن والدفاع المشترك"، لكنها خرجت بثلاثة أهداف أساسية:

    1. إقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتبارها الحل العادل للقضية الفلسطينية.

    2. الحيلولة دون فرض عقوبات على إسرائيل رغم استمرار اعتداءاتها.

    3. إدانة الهجوم الإسرائيلي على قطر والتأكيد على رفض استهداف أراضيها.

  • غير أن هذه الأهداف، برغم أهميتها، بدت في نظر كثير من المراقبين أقرب إلى البيانات الدبلوماسية منها إلى القرارات القابلة للتنفيذ.

4- الدور المصري ورسائل السيسي

  • خلال القمة، حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على إرسال رسالة قوية، حيث أعلن استعداد مصر الكامل للدفاع عن قطر إذا تعرضت لأي عدوان خارجي.

  • السيسي دعا أيضًا إلى إنشاء آلية عربية إسلامية للدفاع المشترك، كبديل واقعي وفعّال عن الاعتماد على القوى الأجنبية.

  • هذه الرسائل أوضحت رغبة القاهرة في لعب دور محوري في أمن المنطقة، وإعادة الاعتبار لمفهوم الأمن القومي العربي.

5- الانقسام العربي في مواجهة التحديات

  1. موقف الجامعة العربية: رأى أن الظروف الحالية غير مناسبة لتفعيل الآلية الدفاعية المشتركة، وهو ما عكس ترددًا تقليديًا في مواجهة التحديات الكبرى.

  2. الموقف الإسرائيلي والأمريكي: في نفس توقيت القمة، أعلنت تل أبيب وواشنطن التزامهما بتحالف استراتيجي ثابت ودعم غير محدود لبعضهما البعض.

  3. هذه المفارقة كشفت بوضوح غياب الرؤية الموحدة بين الدول العربية، مقابل وضوح الموقف الإسرائيلي-الأمريكي الذي يرتكز على المصالح والأمن المشترك.

6- قراءة في المشهد النهائي

  • من الناحية الشكلية: القمة أظهرت صورة من التضامن العربي والإسلامي، ووفرت للدوحة مكسبًا سياسيًا مهمًا بتصدرها المشهد.

  • من الناحية العملية: لم تُتخذ خطوات حقيقية لردع إسرائيل أو لحماية الأمن الخليجي بشكل فعّال.

  • الواقع أظهر أن البيانات والخطابات بقيت حبيسة الورق، في حين ظل القرار الاستراتيجي مرهونًا بالتحالفات الدولية، وعلى رأسها التحالف القطري الأمريكي.

  • وبذلك، يمكن القول إن القمة الطارئة حملت رسائل رمزية أكثر من كونها محطة فارقة في تاريخ الأمن القومي العربي.


قمة الدوحة الطارئة التي ناقشت تفعيل الدفاع الخليجي المشترك كشفت عن تناقضات واضحة بين التضامن المعلن والواقع السياسي. وبينما رفعت القمة شعارات إقامة الدولة الفلسطينية وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، بقيت القرارات شكلية دون أي خطوات عملية، لتؤكد من جديد أن الأمن العربي ما زال أسير الانقسامات والتحالفات الدولية.



قمة الدوحة الطارئة، تفعيل الدفاع الخليجي المشترك، مجلس التعاون الخليجي، اتفاقية الدفاع المشترك، الموقف القطري، الدور المصري في القمة.

القمة العربية الإسلامية، عبد الفتاح السيسي قطر، الجامعة العربية والدفاع الخليجي، الأمن القومي العربي، أخبار الخليج اليوم، تحالفات قطر الدولية.

العلاقات المصرية القطرية، الهجوم الإسرائيلي على قطر، إقامة دولة فلسطين، التحالف الأمريكي الإسرائيلي، مستقبل الدفاع العربي، التضامن العربي والإسلامي.

السياسة القطرية الخارجية، القمم العربية العاجلة.

تعليقات